غزة.. إبادة وصمت دولي حتي الآن  إسرائيل والصهاينة عنواهم وهدفهم التطهير العرقي

 

كتبت: نورهان المدهون

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ 14 يومًا، تلك البقعة الجغرافية التي تعد الأكثر ازدحامًا في العالم وتكتظ بمصاعب حياتية وسياسية واقتصادية جمّة لا تستوعبها مساحتها الضيّقة المقدرة بـ 365 كيلومتر مربع، ورغم مساحتها المحدودة مثلت كابوسا تمنى قادة دولة الاحتلال لو ابتلعها البحر.

حتى هذه اللحظة تسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة باستشهاد 4137 مواطن وإصابة 13162 آخرين، إضافة لـ 1400 بلاغ تلقته وزارة الصحة الفلسطينية عن مفقودين تحت الأنقاض منهم 720 طفلا، هذا كله بحجة الانتقام من حركة حماس لهجومها على القوات الإسرائيلية في 7 من أكتوبر، ليقوموا بتحويل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية ضاربين بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية، وبمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية التي صرحت بدعمها المطلق لدولة الاحتلال “إسرائيل”.

الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة هي حرب إبادة جماعية، ورغم استشهاد الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى وأفراد من الطواقم الطبية ورجال الدفاع المدني والصحفيين من الأبرياء المدنيين العزل، لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف الحرب على غزة أو حتى لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، ولم يصدر قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار فيما تخلت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن القيام بدورها في هذا الوقت الدقيق عدا فشل مجلس الأمن، وفشل الأمين العام للأمم المتحدة بأداء دوره على الوجه المطلوب.

لا بد من القول إن حكومة نتنياهو هزمت في عملية “طوفان الأقصى”، لذا تحاول بشراكة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبدعم أوروبي شامل بتحويل الهزيمة إلى نصر، فهزيمة دولة الاحتلال من حركة حماس وتمكن المقاومة من القضاء على العشرات من جنود الاحتلال بل وأسر عدد كبير منهم أظهرها طرفًا ضعيفًا ووضعها في خطر، ما جعلها تتغول على الشعب الفلسطيني وتتعامل معهم كما قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بوصفهم “حيوانات بشرية”، وتنفذ مجازر بحق العائلات وتمسح أحياءًا سكنية كاملة، وتفصح عن مخططها لتهجير واسع لسكان القطاع في إطار تطهير عرقي، واتخاذ سيناء المصرية مأوى للمهجرين من القطاع؛ تطبيقًا للمشروع القديم المتجدد بحل القضية الفلسطينية على حساب الأرض الفلسطينية والبلدان العربية المحيطة.

شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بكل أطيافه وبالرغم من القصف والدمار والحصار، وآلاف أطنان المتفجرات التي قدرها البعض بأنها توازي ربع قنبلة نووية، لا يزال صامداً ومتشبثاً بأرضه ورافضا كافة مخططات التهجير.

شاهد أيضاً

الاقتصاد والحوار والحل ومعالجة الأسعار

بقلم – د . مروة محرم كلمة الرئيس السيسى فى احتفالية عيد الشرطة تضمنت تأكيدا على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *